الأربعاء، 15 يناير 2014

السيل الجارف الجاري المغرق لمقال (هل صحيح البخاري, ألفه الشيخ البخاري؟)



السيل الجارف الجاري
المغرق لمقال:

(هل صحيح البخاري, ألفه الشيخ البخاري؟)



كتبه طارق الحمودي


 
 



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله أما بعد

فما فتئ أعداء الحديث يبتدعون أنواعا جديدة من التلبيسات, ويسعون لابتكار أساليب محدثة للطعن في السنة النبوية, وإفساد علاقة المؤمن بها وبقضاياها وقيمها العقدية والتعبدية والأخلاقية, ولكن الله سبحانه وتعالى بالمرصاد يكشف تدليسهم وتزويرهم, ويظهر جهلهم وغفلتهم, وقد لاحظت فيهم تهافتا على الفضيحة تهافت الفراش على النار, ومن ذلك تشكيك كاتب متحذلق في صحيح البخاري في مقال له بعنوان: هل صحيح البخاري ألفه الشيخ البخاري؟

قال الرجل:[والحال أيها السادة الأفاضل أن هؤلاء يكذبون علينا ويستهزئون بعقولنا ، لأن النسخ المخطوطة الموجودة الآن مبثوثة ومتفرقة الأجزاء في العديد من المكتبات الإسلامية عبر ربوع الوطن الإسلامي ليست هي النسخة الأصلية لصحيح البخاري بل هي مخطوطات تعد الأقدم للجامع الصحيح “صحيح البخاري” بخط يد مجموعة من العلماء والفقهاء والخطاطين  ، وليست بيد صاحب الصحيح نفسه وهو البخاري ، لا توجد في العالم أجمع نسخة واحدة تحمل توقيع البخاري ، بخط يده ، فكيف أمكن لهؤلاء المدلسين أن يستغفلوا الأمة ، كل الأمة ، ويخوضوا حروبا تكفيرية ، باسم البخاري وعبر كتاب اعتبر الأصح بعد كتاب الله ، ولا توجد لهذا الكتاب نسخة واحدة بخط مؤلفه ، وأقدم نسخة مخطوطة بين أيدينا الآن تعود لحوالي ثلاثمائة سنة بعد وفاة البخاري ].

وقال: [النسخ المسماة أصلية لم تنقل إلا عن أصل نقل  بدوره عن روايات شفهية ، وليس هناك ذكر لصحيح البخاري بخط البخاري أصلا) .

وخلاصة ما ذكره شبهتان:

الأولى: لا تصح نسبة كتاب إلى مؤلفه إلا إذا وجدت نسخته بخط يده !

الثانية: تناقل العلماء  صحيح البخاري بالمشافهة لا بالكتابة ...إلا بعد ثلاثمائة عام.

الجواب على الشبهة الأولى:

-       قاعدة مخترعة

هذه قاعدة محدثة لم يقل بها أحد من المتخصصين!! ولو كانت القاعدة صحيحة لتوافرت دواعيهم للتشكيك بها..ولكن شيئا من ذلك لم يحصل..وشهرة نسبة ما في أيدينا من نسخ الصحيح إلى مؤلفه أعظم من أن يمسها تشكيك ركيك!...وبيان هذا في الجواب على الشبهة الثانية

الجواب على الشبهة الثانية:

-       تاريخ أصل نسخة المؤلف من صحيحه

o       الفربري تلميذ البخاري

لا يعلم الكاتب – بطبيعة جهله بهذا العلم- أن أصل البخاري بقي بعد وفاته عند تلميذه الفربري الذي اشتهرت رواية صحيح البخاري من طريقه, وقد أخذ عن الفربري رواية الصحيح عدد كبير اشتهر منهم تسعة أو سبعة من الأكابر والحفاظ المتقنين أهل الديانة والصنعة, والطريف في الأمر أن الذين تلقوا صحيح البخاري عنه انتسخوا نصه من أصل البخاري ونسخته التي كانت عنده !! مثل أبي إسحاق المستملي وأبي محمد الحمويي وأبي الهيثم الكشميهني وأبي زيد الفاشاني وغيرهم كما في (التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح/ص287/تحقيق أحمد لبزار) لأبي الوليد الباجي,ولم يشكك أحد من أهل التخصص والتحقيق من فضلاء أهل العلم في نسخ هؤلاء إلى أن أطل علينا أمثال هذا المتحذلق  !

قال ابن رشيد السبتي في (إفادة النصيح في التعريف بسند الجامع الصحيح /ص18-19/الدار التونسية للنشر): (الطريق المعروف اليوم إلى البخاري في مشارق الأرض ومغاربها باتصال السماع طريق الفربري, وعلى روايته اعتمد الناس لكمالها وقربها وشهرة رجالها, وكان عنده أصل البخاري, ومنه نقل أصحاب الفربري فكان ذلك حجة له عاضدة, وبصدقه شاهدة.ثم تواتر الكتاب من الفربري بل زاد ...فتطوق به المسلمون وانعقد الإجماع عليه,فلزمت الحجة, ووضحت المحجة,والحمد لله)



-       أبو إسحاق المستملي

وقال أبو الوليد الباجي في (التعديل والتجريح /ص287): (أخبرنا أبو ذر عبد بن أحمد الهروي الحافظ – رحمه الله – حدثنا أبو إسحاق المستملي إبراهيم بن أحمد قال: انتسخت كتاب البخاري من أصله, كان عند محمد بن يوسف الفربري) .وقال ابن رشيد(ص25): (نقل أبو إسحاق فرعه من أصل البخاري) ...وعنه أخذ أبو ذر الصحيح وعن الكشميهني والحمويي وصارت روايته من أقوى الروايات...ويكفي لهذا أن من بين من أخذ عنهم الصحيحَ ..المستمليُّ, وقد عرفت أنه انتسخ لنفسه من أصل البخاري!

-       أبو عبد الله ابن منظور

استمر الرواة في طريقة الانتساخ من أصول شيوخهم مباشرة كما فعل أبو عبد الله ابن منظور مع شيخه أبي ذر كما في (إفادة النصيح/ص46),ومثله أبو علي الصدفي الذي حصل ابن حجر على أصله, وانظر المقالة التي كتبها الدكتور عبد الهادي التازي بعنوان: صحيح البخاري بخط الحافظ الصدفي المنشورة في مجلة دعوة الحق العدد الثامن السنة الخامسة عشرة, وقد نص على أنه وقعت معارضة النسخة ومقابلتها مع أصل الصدفي، المأخوذ عن نسخة الباجي.وقد كان الصدفي يحفظ صحيح البخاري متنا وسندا, قال القاضي عياض : لقد حدثني الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر أن أبا علي الحافظ قال له: (خذ الصحيح، فاذكر أي متن شئت منه، أذكر لك سنده، أو أي سند، أذكر لك متنه), وكان القاضي عياض يلازمه, وأكثر من الأخذ عنه, ومن ذلك صحيح البخاري.

فانظر كيف أن تلاميذ الفربري نقلوا من أصل البخاري . وهو يعني أنه صارت عندنا بسبب ذلك نسخ مطابقة لأصل البخاري...ثم كتب تلاميذ تلاميذه نسخا طبق الأصل عن هذه النسخ وهكذا...ولم يكتفوا بالنقل الشفاهي كما زعم المتحذلق !

ومن أراد أن يعرف طريقة العلماء والمحدثين في الانتساخ وضوابطه الرصينة وقواعده المتينة فليراجع كتاب (الإلماع) للقاضي عياض رحمه الله .

أما بعد, فعدم وقوفنا على نسخة البخاري الأصلية في القرون المتأخرة لا يمكن أن يكون سببا مطلقا للتشكيك في صحة نسبة الكتاب الذي بين أيدينا إليه عند من يحترم عقله...طالما أنه توافرت وتوافقت صور طبق الأصل على نقله إلينا ...ولا أظن عاقلا يتوقف في نسبة ما وجد في تلك النسخ إلى البخاري...ثم تواتر النقل عن تلاميذ البخاري بما لا يحصر من الرواة وطلبة الحديث !

o       أبو أحمد الجرجاني تلميذ الفربري

ومع ذلك فقد بقي أصل البخاري عند أحد تلاميذ الفربري, وهو محمد بن محمد بن يوسف بن مكي الجرجاني أبو أحمد(تـ373 أو بعدها بسنة), ومنها أخذ الحافظ أبو نعيم رواية الصحيح الذي استخرج عليه ! قال أبو نعيم الأصفهاني في ترجمته في تاريخ أصبهان (2/ص259/دار الكتب العلمية): (سمعنا منه أصل كتاب البخاري عن الفربري عنه)

وقال ابن نقطة محمد بن عبد الغني البغدادي في (التقييد لمعرفة رواة الأسانيد/ص104/دار الكتب العلمية): (كان عنده الصحيح عن البخاري عن الفربري عنه أهـ.



o       الأصيلي تلميذ الجرجاني

وقال المهلب بن أبي صفرة في المختصر الصحيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح (1/69/دار التوحيد) : (رواه عنه جماعة, منهم:أَبُونعيم صاحب المستخرج على صحيح البخاري, وهو إسناده فيه. وهو كذلك ثاني شيخين لأبي محمد الأصيلي في صحيح البخاري، وسماع أبِي محمد منه قبل سنة 359، منتهى رحلته إلى الشرق، ولعله كان سنة 357.وهذان سمعا منه الصحيح من أصل الكتاب.) والمهلب تلميذ للأصيلي.

والشيخ الثاني للأصيلي هو أبو زيد محمد بن أحمد المروزي , وقد ثبت بكل هذا أن أصل البخاري بقي موجودا بعد موت صاحبه إلى أن أخذ منه الحافظ أبو نعيم والأصيلي...وآخرون...!

وعلى أصل الأصيلي الخاص به صحح القاضي عياض نسخته. قال المنوني رحمه الله في مقال له في دعوة الحق: (كان صحح نسخته من صحيح البخاري على أصل الأصيلي بخطه, وعارضها به حرفا حرفا )

والمستملي والجرجاني المذكوران سابقا إحدى الطرق السبعة التي اتصلت منها رواية الحافظ ابن حجر  لصحيح البخاري عن الفربري كما في فتح الباري !

-       طريق ثانية إلى صحيح البخاري في روايات المغاربة

روى صحيح البخاري أيضا مع الفربري وإن لم يكن في شهرته... النسفي.. ومن روايتهما تلقى المغاربة صحيح البخاري في العدوتين, عدوتي الأندلس والمغرب , وممن رواه من الطريقين القاضي عياض كما في الغنية (ص35/دار الغرب) فإنه قال: (لم تدخل هذه البلاد رواية البخاري إلا من هذين الطريقين عن الفربري والنسفي) وثم طرق أخرى ذكرها المتخصصون في التراث وأنساب المخطوطات في مظانها والحمد لله.

-       ليست هذه الطريقة الوحيدة في إثبات صحة النسبة !

ثم إن أهل العلم سلكوا في إثبات صحة نسبة صحيح البخاري الذي عندنا إلى البخاري نفسه مسالك علمية أخرى كافية لإقناع أهل المعرفة والعقل ..ولا يتحمل هذا المقال والمقام ذكر شيء من ذلك, ولعل ما ذكرته كاف شاف فإني لم أقصد التتبع ولا الاستقراء, لا التاريخي ولا الجغرافي,والله الموفق للصواب.

وانظر الوثيقة الملحقة والتي حاولت فيها ذكر جزءا من شجرة نسب نسخ البخاري في المغرب, ولم أقصد الاستيعاب أيضا فالأمر طويل الذيل.







تعميم الاستياء من مقال: ( ثقافة الإقصاء )




تعميم الاستياء
من مقال: ( ثقافة الإقصاء )

 

كتبه طارق الحمودي



من خلال سياحتي في بعض محميات المقالات الحداثية وقفت على مقال لكاتب اسمه يوسف هريمة...حاول فيه إسقاط مبدأ (الولاء والبراء) الذي سماه (ثقافة الإقصاء) بطريقة تؤكد نظرية أومن بها منذ أن دخلت المحمية , وهي أن بعض دعاة (البقل والتزوير) حينما يتناولون جزئيات القضايا في نصوصها في سعي إلى تنزيل ما صدعوا رؤوسنا بالتنظير له, فإنهم يكشفون عن ارتعاش منهجي وسفاهة في المعالجة.
يقول الكاتب في مقال له بعنوان: (ثقافة الإقصاء من منظور قرآني):
[ما نريد الوصول إليه هو ما عبر عنه عبد الرزاق الجبران بـ (دين بلا معبد),فليس المقصود هنا أن يمحي الإنسان أشكال العبادة أو النسك أو القربات، بل عمق الفكرة كما يريدها الجبران إلغاء هذه الأسوار الدينية المعروفة التي تصنف البشر وتمزق الإنسانية إلى مناحي يكفر بعضها بعضا ( انقلاب المعبد ص12)؛ فالحقيقة أنه لم يقتل الإسلامَ إلا الفقه، كما لم يدمر المعبدَ إلا الكاهن.
وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
فالنص أساسا هو عملية نقدية لبنية الفكر الإنساني، سواء مثله اليهود أو النصارى، إذ الاتهام بمنطق ( لست على شيء)، والرمي بالآخر إلى حدود العدم، هو اتهام باطل لا يستند على حقيقة، إلا في أذهان صناع ثقافة الإقصاء.]
هكذا يهول الكاتب - الداعي إلى دين بلا معبد ...يجتمع فيه مؤمنون بلا حدود عفا الله عنا وعنه- من فكرة تسفيه ما عند غير المسلم من عقيدة , زاعما أن منطق (لست على شيء) (اتهام باطل لا يستند على حقيقة إلا في أذهان صناع ثقافة الإقصاء) كما يقول! وهكذا هي مغامرات المتطفلين على موائد القرآن..يطلقون أحكامهم بجرأة دالة على خبث إيديولوجي فائح الرائحة, ويتواصون بالعمليات الانتحارية الفكرية, ولا يتضرر منها إلا أصحابها من (بني فشلان). وبيان ذلك في قوله تعالى:
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)
فأمر الله تعالى أن يقال لأهل الكتاب من اليهود والنصارى : (لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ) رغم أنها كما يزعم الكاتب (اتهام باطل لا يستند على حقيقة إلا في أذهان صناع ثقافة الإقصاء). فهل يلتزم الكاتب موقفه هذا مع كلام الله تعالى؟ أو أنه سيبحث عن مسلك من المسالك الضيقة ينحشر فيه انفلاتا من الإلزام؟
قد يفاجئك أمثال هؤلاء وهم ينحشرون في مسالكهم بأنواع من الهرطقات , ومن ذلك أن يقال: قد قيد الله ذلك بعدم إقامة التوراة والإنجيل...ومثل هذا الاعتراض - لو صدر منه أو من أمثاله -  مهزلة أقبح من الاعتراف بالخطأ, لأنه سيقال له: وهل أقام النصارى واليهود كتبهم ؟ هل أقاموا ما نزل إليهم من طريق النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟
والجواب الناصح : لا..لسببين قريبين بينين... أنهم لم يقيموهما...بعد أن ضيعوهما وحرفوهما...وعليه فيصح منطق (لست على شيء), لأنه منطق قرآني لا تعقيب عليه, ولا راد لمقتضاه,فلا يزال بعض النصارى يؤمنون بأن الله ثالث ثلاثة, وبعضهم بأنه الله, وبعضهم بأنه ابن الله.فقد قال الله تعالى في كل طائفة منهم:
*لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ (الآية 17/المائدة)
*لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ (الآية 73/المائدة)
*وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ, ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ, يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ, قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (الآية30/التوبة)
فكفرهم جميعا...وهذا يعني أنهم (ليسوا على شيء)...إلا إن كان الكاتب يرى أن كفرهم...يعني.. أنهم على شيء! وقس عليهم بني يهود.ومعنى كفرهم أنهم يستحقون الخلود في النار كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) (الأية 6/البينة) و(من) بيانية لا تبعيضية كما قال الطاهر ابن عاشور في التحرير التنوير.
وقد يشاغب بعض هؤلاء كما العادة بمثل قوله تعالى:
 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69). ويزعم أنها نص في أن النصارى واليهود بل والصابئة من أهل الإيمان والجنة, والجواب أسهل وأوضح...فالله تعالى قيد أمنهم وعدم حزنهم بالإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح...والمقصود بالإيمان بالله أن يعتقد وجوده ويوحد في ذاته وأفعاله وصفاته, وبالإيمان باليوم الآخر وفق ما أخبر به أنبياء الله ورسله , ونبينا شاهد على ذلك. وبالعمل الصالح وفق شرائعهم المنزلة, والقرآن مهيمن عليها , حاكم وناسخ, وسنة النبي صلى الله عليه وسلم سنة خاتم الرسل القاضية على ما سبقها . فهل نصارى اليوم ويهودهم يحققون ذلك..وهم مطالبون بالإيمان بنبينا صلى الله عليه وسلم؟ ...الجواب: لا...فثبت منطق ((ليسوا على شيء)...والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.