يكثر
بعض الكتاب الحداثيون والعلمانيون الجدد من الشباب وغيرهم ممن تشبعوا
بالفكر الجابري والأركوني وغيره من الحديث عن ضرورة تجديد المعاملة مع
النصوص الشرعية بتجديد النظر وتطوير وسائل الفهم وفق معايير تراعي الأبعاد
الاجتماعية والنفسانية والثقافية المعاصرة ..لأنه - كما يزعمون - لا يسبح
الناس في نهر واحد مرتين لأن الماء الأول جرى ومضى وإنما يسبح مرة اخرى في
ماء جديد طارئ...وأن ما كان يصلح لمن مضى
قد يضر من حضر..في مزيج من ألوان التعمية المصطلحاتية والخلط المعرفي
والتشويش التاريخي والهرطقة الفكرية...فكل هذه التنظيرات..تنمحي وتنمعي في
الماء كما ينمعي الملح في الماء عند أول تنزيل في قضية جزئية...فالقوم
مغرمون بالتجريد النسبي والإطلاق الحكمي في تنظيرات سماوية ....تتكسر عند
أمواج التطبيقات العلمية...ولذلك تلاحظهم في الجزئيات...يتجردون من كل ضابط
معرفي زعموه أو نظام استنباطي ادعوه ونظروا له...بل يغلب عليهم الهوى
والتسرع...ويظهر منهم حقيقة الدافع والهدف..وهو معارضة السنن وتغليب الرأي
المجرد والهوى...بدافع الإقصاء والانتقاص للآخر ...ولا يبقي لدعوى مراعاة
المقاصد والحكم الشرعية مكان في وسط جعجعة من الخبط العشواء ...ومن شكك في
ما قلته...فليتتبع مقالاتهم...فسيرى العجب !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق