السبت، 8 فبراير 2014

كشف زيوف الفيصل - ذيل على السيل الجارف الجاري




كشف زيوف الفيصل
هل صح قول من الحاكي فنقبله***أم كل ذاك أباطيل وأسمار
أما العقول فآلت أنه كذب***والعقل غرس له بالصدق إثمار
كتبه طارق الحمودي
بسم الله الرحمن الرحيم
أطلعني بعض الأصدقاء على ردة فعل صاحب المقال الغريق ( ) ..وطلب مني التعليق عليه... فقرأته.. فوجدته على تحذلقه الأول... وبحثت عن دليل أو شبه دليل...إنصافا للمتحذلق فلم أجد..فقلت: لعلني أظفر منه بشبهة..فلم أجد..ومن بين فرث ودم أخرجت ما يشبه أن يكون شبهة وهما شيئان:
1-  [لا توجد نسخة بخط يد المؤلف...وبالتالي لا يمكن نسبة الكتاب إلى البخاري!!] وهذه هي القاعدة المحدثة...التي استنكر علي المتحذلق وصفها كذلك...وأنا أصححها..هي قاعدة سخيفة !
قال المتحذلق: (وللأمانة فإن المخطوطة الوحيدة التي تم العثور عليها ترجع لسنة 495 هجرية، أي بعد وفاة البخاري بحوالي  240سنة ، ويزداد التعجب أكثر، عندما يعلم القارئ أن هاته النسخة تم العثور عليها من طرف مستشرق انجليزي، وهو الذي قدمها لنا على أساس أنها أقدم نسخة لصحيح البخاري.
قلت: يقول فؤاد سزكين في (تاريخ التراث العربي/1/228/جامعة الملك محمد بن سعود) تحت عنوان: (مخطوطات الجامع الصحيح): (أقدم نسخة نعرفها هي قطعة المستشرق منجانا,وهي نسخة من سنة (370/390 هـ) برواية المروزي , وأحد رواة الفربري, نشرها منجانا (mingana) في كمبردج 1939 م) !!!! والمروزي هذا تلميذ الفربري...وهو الفقيه الشافعي أبو زيد محمد بن أحمد , قال فيه الخطيب البغدادي: أجل من روى الصحيح.وقد توفي سنة 371 هـ  . ومنغانا هذا هو ألفونسو مانغنا نصراني عراقي متخصص في التراث, له مجموعة طريفة من أقدم المخطوطات جمعها في حياته.
وقد ذكر بعضهم والعهدة عليه أن في دار الكتب القطرية نسخة مكتوبة بعد البخاري بنحو ثماني سنين !...
ولا يهمني صحة هذا أو عدمه...لأنه لا يعني شيئا...فالعلماء لهم في نقل الكتب طرق علمية شهد بقوتها الغربيون..قبل الشرقيين... فقد رويت الكتب بالأسانيد وعرضت على أصولها وصححت وضبطت في مجالس العرض المشهورة.. وقد ذكرني اشتراطه وجود نسخة خطية للبخاري لصحة نسبة الكتاب الذي بين أيدينا له بما حكي عن بعض الظرفاء ...الذين عزموا أن لا يصوموا...فخرج ليلة مظنة ظهور الهلال..مطأطأ رأسه كي لا يفاجأ به في السماء...فمر على بركة ماء فبدت له صورة الهلال منعكسة فيها..فلم يأبه بها..لزعمه أن مشاهدة الهلال الأصل شرط !!
وأما زعمه أنه مجتهد في هذه القاعدة , وأنها نتاج إعمال عقله وتحذلقه فتدليس مفضوح...فهذه بضاعة شيعية منتهية الصلاحية..اشتراها من أحد متاجر الروافض المنتشرة على النت...واجترها دون أن يحاول التدليس بالتصرف فيها تقديما وتأخيرا..بعد أن لاكها أصحابها واستهلكوها...ومن يدري..فلعل المتحذلق منهم..ولا أجزم...!
ومن أراد اكتشاف سرقة المتحذلق للشبهة...وكذبه في دعوى اجتهاده...فليبحث عن شبهه على النت ..سيصدم ! ومع ذلك سأستمر في الرد عليه لا لذاته..بل لغيره....!! فالرجل ناقل مقلد.. لا ناقد مجتهد....وبعبارة أوضح... متحذلق...!
 وقد زعم أنه [وقع تلاعب في الكتاب] ...بدأ بتلاميذ الفربري...مستشهدا بنقل للباجي...وفيه أن تلامذة الفربري اختلفت رواياتهم في بعض المواضع...ثم أبدى استغرابا من اختلافهم مع اتحاد المصدر...لكنه ربما لم ينتبه أو لم يفهم قول الباجي (ص287): (نسخوا من أصل واحد, فيها التقديم والتأخير,إنما ذلك بحسب ما قدر كل واحد منهم في ما كان في طرة أو رقعة مضافة أنه من موضع ما فأضافه إليه). ولكي يفهم المتحذلق ما قاله الباجي  - لأن المفروض أنه رآه..وإلا فالمصيبة أعظم- أقول: يقصد الباجي مع ما نقله المتحذلق عن أبي إسحاق (فأضفنا بعض ذلك إلى بعض) ومع ما صح عن الفربري ومحمد بن أبي حاتم الوراق أن البخاري كان يراجع نسخته ليلا أحيانا فيقوم إليها مضيفا ومعلقا بضع عشرة مرة !!, وأنه كان يضيف أحيانا على جوانب نسخته على طريقة المتفنين المتقنين الحذاق في هذا الفن طررا وإلحاقات وتصحيحات على اصطلاح معروف بين العلماء ..- ينظر لأجل معرفته نحو (الإلماع) للقاضي عياض قد لا يعرفه المتحذلقون..- بل كان يضيف أحيانا رقعا إن كان الأمر يحوج لذلك...أنه لما وقعت النسخة بيد تلاميذ الفربري اجتهدوا في إدخال الإضافات البخارية إلى مواضعها في النص الأصلي...فاختلفت اجتهاداتهم...فنتج عن ذلك اختلافات في رواياتهم...تقديما وتأخيرا ! وقد وفق الحافظ ابن حجر في محاولة الوصول إلى أقرب ما يكون من النسخة الأصل..واختار أتقن الروايات وهي رواية أبي ذر عن شيوخه الثلاثة وهذا يعني أن أبا ذر جمع للبخاري تلك الاختلافات التي لا يضر شيء منها الصحيح...خلاف ما قد يفهم من تشويشات المتحذلق.
ومن أسباب الاختلاف أيضا أن البعض يتلقى الصحيح إلا بعضه...فيأتي المحقق فيجمع هذا إلى هذا , وهذا أمر معروف عند أهل هذا الفن...ومنهم الحافظ ابن حجر!
2-  تنبيه...زعم المتحذلق أنني وصفته بأوصاف قادحة...ولم أفعل..فالمتحذلق هو الذي يتكلف ويتصنع إظهار الحذق فيما لا يحسنه..وهذا وصف لواقع حاله وليست قدحا...!.. ولو كنت أردت القدح لكان جائزا في حقه..فقد سبقني إلى القدح في أهل العلم تحت دعاوى متهافتة لم تعد تقنع فطنا...من قبيل المزايدة في استعمال العقل والاستقراء والبحث والأدب... وهذا وفق قاعدة (ضربني وبكى وسبقني وشكا) أما أنا فقد كنت صادقا في وصفه..وأما هو فأرجو أن يكون صادقا في وصفي بالفاضل...! وبهذا يتأكد لي أن مقاله الأول غرق...فبقي منه شيء عند صاحبه..فطاله السيل أيضا فأغرقه...وختاما ..أنبه إلى أن محاولة اجترار أمثال هذا المتحذلق لما يثيره الشيعة الرافضة من شبه متهافة لن ينفع...فأهل السنة بالمرصاد..وحراس الحديث على الحدود في غاية اليقظة والفطنة...وأدنى محالة للتسلل ولو في أحلك ليل سيكون مصيره الفضح والتنكيل ...وأنصح هذا المتحذلق ومن يحذو حذوه ...أن يبتعد عن ساحة الاقتتال هذه...فجيوش السنة لا يوقف زحفها الحصى  ...هذا باختصار  جواب من سألني النظر في مقال المتحذلق ....ولا أستبعد أن يعمد المتحذلق إلى حذف مقاله ...بعد الفضيحة...والحمد لله.

هناك تعليق واحد:

  1. لو تفضلتم أنا أعد بحث ماجستير باللغتين العربية والإنجليزية حول شبهات منجانا وطعنه في صحيح البخاري من خلال مقالته ودراسته "مخطوط هام لصحيح البخاري" فهل ممكن مساعدتي ؟

    ردحذف